بسم الله الرحمن الرحيم
"دركوش"
تقع الى الشمال من جسر الشغور بمسافة 25 كم والى الغرب من ادلب ب35 كم وهي الآن مدينة باسم دركوش.بلغ عدد سكانها عام 22 م الى 890 نسمة وعام 35 م الى 3000 نسمة وقدر عام 86م الى 3530 نسمة تقع في جوف العاصي في الجهة اليمنى من النهر صاعدة الجبل الوعر في الفتحة التي تفصل بين جبلي دويلي-وسطاني وجبل القصير.تحيط بها البساتين الغنية بالأشجار المثمرة والعيون المتدفقة،من الجنوب الى الغرب من عين السخنة-عين مشو-عين الخضر-عين الشيخ صالح-عين التكية ومياهها معدنية كمياه بقين-عين الدباغة ومياه شربهم منها.كل هذا حباها لان تكون احدى افضل المواقع السياحية في المحافظة،موقعها جميلا،اشجارها مثمرة،ومياهها عذبة،وتاريخها عريق،وآثارا غنية،تحيط بها من كل جانب،ذكرتها الحوليات العربية في العصور الوسطى كثيرا لاهميتها كحصن هام وقوي في الثغور،ولكنها افدم من ذلك،اذ كانت ممرا اجباريا للطريق بين انطاكية وافامية.اشار اليها الجغرافي سترابون الذي وضع كتابة في الجغرافية عام 20 قبل الميلاد (اي ان دركوش كائنة قبل الميلاد بكثير) باسم خاريبدة CHARYBDE،وانها واقعة في هوة(جوف) جبلية بين انطاكية وافامية،مسافة 40 ستاد =8 كم حيث يجري النهر في واد جبلي وذكرها الملك انطونين 300 م في سفرياته بلاتانوس PLATANOS مع شك بعض الباحثين ان الموقع الذي ذكره هو بالذات موقع دركوش،لان اسمها وجد في النصوص الأشورية المكتشفة في تل العشارنة-جنوب جسر الشغر-باسم كوش.تكثر المدافن القديمة في دركوش،وبجوارها على جانبي الجبل،تجد مغاور وهي مدافن مقبرية،في معظمها ثلاث كوى لدفن الأجداث ففي المدخل الشرقي الجنوبي جبل الوسطاني،تصادفك قبل وصولك اليها عدة مدافن رومانية محفورة في الصخر في السفح الغربي للجبل،ومطلة على وادي العاصي،نقش إليها رسوم نافرة لاشخاص الموتى ورموز وثنية.والصورة المنشورة لاحد هذه المدافن،حيث نشاهد فتحة المدفن وفوقها نحت نافر لشخصين-زوج وزوجة-ضمن حفرة مستطيلة،يلتفان نحو الكوة اليسرى،وفيها نحت نافر يمثل ابنهما،وهذه المدافن تعود الى القرن الثاني الميلادي ولكن اهم مافي دركوش المدفن الواقع في الجهة الجنوبية(قبل وصولك لعين الدباغة على اليمين)المحفور في جدار الجبل بواجهة شمالية تطل على العاصي،فيه ثلاث كوى لوضع الاجداث وفوق مدخله كتابتين باللغة اليونانية القديمة تقدمان لنا مفتاح تاريخها واهميتها كموقع استراتيجي ملاحي هااام،كما تعطينا اسم نهر العاصي القديم.المؤلفة من اربعة اسطر وترجمتها((زينوذوروس والارنديون نحتوى واقامو هذا المدفن)) تضمنت هذه الكتابة ان زينو ذوروس تزعم الارنديين اي ابناء نهر دركوش في صنع السفن والملاحين الى رئيسهم.وكلمة الارنديون نسبة الى ((الارند)) وهو اسم نهر العاصي القديم.وقد ذكر ياقوت الحموي هذا الاسم قائلا((ان نهر العاصي اسمه قرب انطاكية الارند)) وكذلك ذكره من مؤرخينا،ومنهم القلقشندي قال ان اسم القديم لهذا النهر هو (الارنط) وما زال هذا الاسم محفوظا في اللغات الاوربية ORONTES حيث يطلق على النهر كله.ولكني اتفق مع ياقوت بالرأي ،واستنادا الى الكتابة في دركوش،حيث سجل اسمه القديم فيها،اي ان اسم النهر من دركوش الى انطاكية ((الارند)) والمسجل في هذه الكتابة في السطر الثاني OPONTIWNEXN وهي الاولى والوحيدة التي تذكر اسم نهر العاصي القديم على ما اعلم في المدن المجاورة او في القطر وفي لبنان لقد اطلق ابناء البلد على انفسهم الارنديون،اي ابناء هذا النهر،وافتخروا بانتسابهم اليه،كيف لا وقد كان مصدر رزقهم وحياتهم.واسم زينو ذوروس له شبيه حتى الآن باسم زين وزينة.ويوجد مثله ايضا في كتابة يونانية في بنقفور في جبل باريشا باسم زبنو ذوروس.ولكن وفائهم ببناء هذا المدفن لرئيسهم، واهدائهم له هذا الاهداء يشير ذلك الى فضله عليهم، والفضل دائما لله.
يتبع........
يتبع........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق